جامعات أمريكية تواجه تحقيقات بشأن تعرض طلاب فلسطينيين لجرائم عنصرية وتمييز
جامعات أمريكية تواجه تحقيقات بشأن تعرض طلاب فلسطينيين لجرائم عنصرية وتمييز
فتحت وزارة التعليم العالي الأمريكية تحقيقا بشأن الحقوق المدنية في جامعة كولومبيا، بعد شكوى تقدم بها طلاب فلسطينيون أكدوا فيها تعرضهم لجرائم عنصرية وتمييز، وفق تعبيرهم.
وبحسب شبكة "إن بي سي نيوز" الإخبارية الأمريكية سيُجرى التحقيق بناءً على ما إذا كانت الجامعة تلتزم بلوائح الباب السادس للحقوق المدنية الفيدرالية، التي تحظر التمييز بين الطلاب على أساس العرق أو اللون أو الأصل القومي، والانتقام من الطلاب على ذلك الأساس.
وأوضحت أنّ الطلاب اشتكوا في البداية من استهدافهم من قبل مديري الجامعات "بمضايقات شديدة معادية للفلسطينيين ومعادية للعرب ومعادية للإسلام"، بعد التحدث علنًا والاحتجاج على الحرب الإسرائيلية على غزة.
ويقول الطلاب إنهم تلقوا تهديدات بالقتل، أو تعرضوا للمضايقات؛ بسبب ارتداء الحجاب أو الكوفية، في حين فشل "الإداريون رفيعو المستوى"، بمن في ذلك رئيسة الجامعة نعمت شفيق، في الاستجابة بسرعة وإنهاء الترهيب في الحرم الجامعي، وفق تأكيدهم.
وكتبت منظمة "طلاب من أجل العدالة في فلسطين" في شكواها إلى وزارة التعليم العالي أنه "بدلاً من ذلك، عززت جامعة كولومبيا البيئة المعادية للفلسطينيين، من خلال تعليق نشاط منظمة طلاب من أجل العدالة في فلسطين -وهي منظمة طلابية تدافع عن حقوق الإنسان الفلسطيني- لمشاركتها في نشاط خطابي يدعم الحقوق الفلسطينية، والانخراط بشكل متكرر في معاملة مختلفة للفلسطينيين، سواء من الطلاب أو حلفائهم".
وتقول وزارة التعليم العالي إن الجامعات التي تنتهك عمدا الباب السادس يمكن أن تواجه عقوبات تؤثر على التمويل الفيدرالي.
ووفق الشبكة الإخبارية، فإن جامعة كولومبيا تواجه تحقيقين آخريْن، بما في ذلك تحقيق تم فتحه الأسبوع الماضي، لكنها لم توضح ما إذا كان على علاقة بالاضطرابات التي تشهدها الجامعة منذ أسابيع أم لا.
وفي السياق، أعلنت جامعة كاليفورنيا بمدينة بيركلي الأمريكية، عن فتح تحقيق في الحقوق المدنية، بشأن مزاعم تعرض طالبة مسلمة للتمييز والتحرش على يد أستاذة جامعية، وذلك خلال إلقاء الأولى خطابا داعما للفلسطينيين في أبريل الماضي.
التحقيق جرى فتحه بموجب الباب التاسع من الحقوق المدنية الفيدرالية، الذي يحظر التمييز على أساس الجنس في أية جامعة أو أي برنامج تعليمي آخر يتلقى التمويل من الحكومة الفيدرالية.
وكانت طالبة الحقوق، ملك عفانة، قد قالت إنها تعرضت للمضايقات والتمييز عندما حاولت إلقاء خطاب مؤيد للفلسطينيين في حفل عشاء أقيم في منزل الأستاذة بمجال الحقوق أيضا، كاثرين فيسك.
ووفقا لكلام الطالبة الفلسطينية، فإن فيسك حاولت سحب الميكروفون وأخذ هاتفها منها، وذلك عندما بدأت بالحديث عن شهر رمضان ودعم الفلسطينيين، خلال مناسبة للعشاء أقيمت في التاسع من الشهر الماضي.
وأظهر مقطع فيديو تم تصويره من قبل أحد الحاضرين، فيسك وهي تطوق ذراعها حول عفانة في محاولة لانتزاع الميكروفون من يدي الطالبة، حيث بدا أن الاثنتين كانتا تتدافعان لفترة وجيزة، وذلك قبل أن تبتعد الأستاذة عن عفانة.
وفي مقطع مصور آخر، تظهر فيسك وهي توجه كلامها للطالبة: "نحن نتفق معك بشأن ما يحدث في فلسطين".
واعتبرت عفانة، وهي منظمة بارزة للمخيم الاعتصامي الجامعي المطالب بإنهاء الحرب في قطاع غزة، أن ما حدث معها "حمل في طياته رهابا واضحا من الإسلام (إسلاموفوبيا)".
واتهمت الطالبة، فيسك، بـ"إسكاتها بسبب معتقداتها المؤيدة للفلسطينيين".
وفي 18 أبريل الماضي، بدأ طلاب رافضون للحرب الإسرائيلية على قطاع غزة اعتصاما بحرم جامعة كولومبيا في نيويورك، مطالبين إدارتها بوقف تعاونها الأكاديمي مع الجامعات الإسرائيلية وسحب استثماراتها في شركات تدعم الانتهاكات في الأراضي الفلسطينية.
ومع تدخل قوات الشرطة واعتقال مئات الطلاب، توسعت حالة الغضب لتمتد المظاهرات إلى عشرات الجامعات في الولايات المتحدة، منها جامعات رائدة مثل هارفارد، وجورج واشنطن، ونيويورك، وييل، ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ونورث كارولينا.